الصحافة والاعلام

400 دينار استهلاك الأسرة الكويتية من العطور شهريا

يبلغ متوسط استهلاك الأسرة الكويتية من العطور 400 دينار شهرياً، ولكل فرد من أفراد الأسرة ذوق خاص سواء في العطور الشرقية أو الغربية. ويرتفع الاستهلاك على نحو كبير في مواسم الأعياد والزفاف والمناسبات الاجتماعية الأخرى، كما أن فصل الشتاء أفضل فصل بالنسبة لمحال العطور لأن المبيعات ترتفع بشكل لافت.
والكويت بين اكثر دول العالم استهلاكاً للعطور والبخور، ذات النوعية العالية. وتخصص الأسرة ميزانية شهرية لذلك، عدا المناسبات مثل الأفراح والأعياد ودخول شهر رمضان.
وقالت مصادر متابعة لــ القبس ان الميزانية التي تخصص لمناسبة الأفراح لا تقل عن 500 – 600 دينار خاصة لشراء العطور والعود والبخور قبل الزفاف، وما لا يقل عن 200 دينار لشراء بخور حفل الزفاف فقط، إذ تحتاج من تولة واحدة إلى تولتين من الأنواع الفاخرة للبخور، أما في الوقت العادي فتخصص المرأة الكويتية نحو 100 دينار شهرياً لشراء العطور.
وسوق العطور في الكويت يمتاز بقوته الشرائية وتنوعه، وذلك بسبب المنافسة وشغف الكويتيين، فحجم استهلاكه بعيد كل البعد عن أي تأثيرات خارجية، اقتصادية أو سياسية او غيرهما، والدليل على ذلك هو زيادة مبيعات سوق العطور بنسبة 20 – %25، مقارنة بالعام الماضي، وهذا ما أكده خبراء في مجال العطور لــ القبس، علماً بأن متوسط دخل محلات العطور يصل إلى 5 – 6 آلاف دينار شهرياً، أما في المواسم فيصل إلى 8 – 10 آلاف دينار.ومع التطور الهائل في مجال تصنيع العطور، أصبحت العطور العربية الشرقية والفرنسية – العربية، من أكثر أنواع العطور مبيعاً، خصوصا من قبل سكان المنطقة العاشرة والجهراء.
ويتميز العطر العربي الشرقي بانه يناسب الرجال والنساء، كـ«العود» على سبيل المثال، بفضل المواد الأساسية الموجودة فيه سواء العنبر أو الصندل أو المسك، فهو يناسب كلا منهما بخلاف العطور الفرنسية، وهو ما ساهم في زيادة الاقبال عليها بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
المعارض

ويعتبر اختيار توقيت إقامة معارض العطور مهما جداً من ناحية المساهمة في زيادة حجم المبيعات، فعند اقتراب دخول فصل الشتاء، يقام معرض شهر أكتوبر للعطور، لأن المستهلكين يبدأون بتجهيز عطور الشتاء، علماً أن الناس دائماً يميلون إلى «العود» والعطور الشرقية في هذا الفصل، سواء من عطر أو دهن عود أو بخور، وهو أكثر مبيعا وتجهيزا لدى محلات العطور خلال هذه الفترة.
أما معرض شهر مارس، فنرى العملاء يفضلون العطور المخلوطة كالمسك مع الغردينيا، والصندل الخفيف، والورد الطائفي، والفانيليا وغيرها من العطور الخفيفة.
ويزداد حجم مبيعات سوق العطور بما لا يقل عن %50 ــــ %70 في مواسم الأعياد وفي عيد الأم، كذلك تزيد في المناسبات الاجتماعية، وذلك وفقاً لما قاله مرشود المرشود من شركة أطياب المرشود.

العطور الإماراتية

لكن دولة ما يميزها في عطورها، فالعطور الكويتية تعتمد أكثر على مكون «المسك»، أما العطور الإماراتية فتعتمد على «العنبر» و«الصندل» و«المسك» كمكونات أساسية للعطور.
ويعتمد تسويق وتصنيع العطر على «مزاج العميل»، فهناك عملاء يرغبون في شراء عطر مخلط، أي عبارة عن خليط من «الصندل» و«الفانيلا» و«العنبر» مثلاً، أو خليط من ورد مع عود، أو عنبر مع عود، أو ورد فقط أو عود فقط (بخاخ)، فتقوم محلات العطور بصنع خلطاتها مواكبة لطلبات العملاء، وهو ما أوضحه صالح الأحمد من بوابة الإمارات للعطور، والذي أكد ان العميل يفرض على سوق العطور رغباته وذوقه، وبائعو العطور يعملون على هذا الأساس حتى يصلون الى «مزاج العميل»، وهذه النقطة الأساسية للوصول الى الشهرة.

حجم الإنفاق

يتراوح معدل انفاق المستهلك الكويتي على العطور الاماراتية 50 و150 ديناراً، خلال فترة إقامة معرض العطور، سواء رجال أو سيدات، وبما ان المنافسة شديدة بين المحلات في المعرض، فنجد ان أسعار العطور الإماراتية بنفس مستوى الاسعار الموجودة في السوق الكويتي، فهي تتتراوح بين 10 الى 30 ديناراً، لذا تعتبر في متناول يد المقيم والمواطن، علما أن من يحدد قيمة العطر هو مكونه ومشتقاته، وتركيبة العطر ايضا تحدد السعر، فاذا كانت نسبة العود فيه عالية سيكون غالياً، والعكس صحيح، فسعر البيع يتحدد وفقا لتكلفة تصنيع العطر.

فرنسية بنكهة شرقية

يعد دهن العود هو الرائج والمطلوب بشكل أكبر بالنسبة للمستهلك الكويتي، ويفضل المستهلك الكويتي العطور المائلة الى البخور ودهن العود، لذلك نرى العطورات الفرسية مثل «ديور» و«سان لوران» و«بوس» أصبحت تضيف أنواعاً من البخور أو العود في عطورها، لانها باتت دارجة ومطلوبة بالدرجة الأولى، فالعود هو «سيد الأطياب» وهو أساس تركيب الأطياب العربية الشرقية، علماً أن العطور الفرنسية تباع باسمها وشهرتها، أما العطور العربية فتباع بالكميات، أي عندما تباع زجاجة عطر فرنسي واحدة من ماركة معينة، يباع مقابلها 10 عطور عربية شرقية، لأن استهلاك الأخيرة أكثر من الفرنسية، وذلك وفقاً لما قاله عبدالرحيم حسن من شركة أمل الكويت العالمية للعطور. ويقدر استهلاك العطور العربية الشرقية بنحو %60 من السوق المحلي، أما الفرنسية والايطالية فتبلغ %40 و%10.
أما العطور (الغربية ــ الشرقية) فقليل ما تستخدم النباتات، لأنها ليست مألوفة ومواد الخام الخاصة بها تستورد من الخارج على هيئة زيوت صناعية ليست طبيعية، على عكس الزيوت الشرقية، فهي طبيعية جدا وغالية ونادرة وحساسة في استخدامها، لذلك أحيانا تكون هناك مشكلة في انتاج كميات كبيرة في السوق من هذا النوع من العطور لندرة المواد الخام، فالغرام الواحد من دهن العود يصل الى 20 ــ 30 دينارا بينما الغرام الواحد من خلاصة النباتات والأعشاب يصل الى دولار واحد.
ولكي تتوافر الجودة العالية في تصنيع العطور، يتم تحويل تصنيع العطور لدى الكثير من كبرى محلات العطور المشهورة من الكويت الى فرنسا، لعدم توفر المصانع والأجهزة والكحول الصحيحة في الكويت.

تطور سوق العطور

كان تصنيع العطور العربية في السابق بدائيا وبسيطا، حيث كان يعتمد على «البخور» و«دهن العود» و«دهن الورد»، ليس أكثر من ذلك، إنما الآن أصبح التصنيع متشعبا ومتطورا أكثر، فحاليا يتم تصنيع منتجات الشامبو وبخاخ الشعر و«لوشن» الجسم والصابون من دهن العود، وكذلك معطرات السيارة والسجاد، ومن دهن الورد كذلك، وأصبح هناك تطور هائل في الصناعة والدليل علي ذلك مصانع العطور في صبحان.

%50 بخور

ينافس البخور العطور العربية الشرقية في مبيعاتها، حيث تشكل 35 ــ %50 من مبيعات محلات العطور.
ومن أفخم أنواع البخور والأكثر تفضيلا لدى المستهلك الكويتي هو البخور الهندي، إذ ان سعر «التولة» 12 ــ 180 دينارا، والأكثر استهلاكا منه هو ما يتراوح سعره من 12 الى 20 دينارا، علما بأن التولة يصل وزنها الى 12 غراما.
كذلك يوجد البخور الماليزي الذي سعر التولة منه 24 ــ 140 دينارا، والأكثر إقبالا عليه يبلغ سعره 24 دينارا.
أما «المعمول» لتبخير المنزل، فتخصص الاسرة الكويتية مبلغ 30 ــ 40 دينارا له شهريا، فاستهلاكه يصل الى 3 ــ 5 تولات شهريا.

دهن العود

يعتبر الخليجيون الأكثر إقبالا على دهن العود، وأجود انواعه «الكمبودي» و«الهندي»، تبدأ اسعاره من 16 دينارا حتى 480 دينارا للتولة الواحدة، وتبلغ التولة 12 مل، ومتوسط شراء المرأة الكويتية شهريا تولة دهن عود واحدة، والأكثر شراء الذي سعره يتراوح ما بين 80 و90 دينارا.
أما دهن العود «المخلط»، فالإقبال عليه أكثر، ويكون مضافا إليه عنبر او زعفران او ورد، ويتراوح سعر تولته من 8 الى 64 دينارا، وذلك وفقا لما قاله مصطفى تمام من الشركة العربية للعود.

عطر بالأرز والبقدونس

كل ما يدور حول الأكل والنبات والغذاء يدخل في تصنيع العطور، فالارز (رائحة الأرز) بات يدخل في تصنيع العطور، كذلك البقدونس، فبعض أنواع العطور تصنع من البقدونس والريحان والنعناع والفواكه والبهارات إلى جانب انواع الزهور ايضا، كلها تصنع منها عطور مختلفة، فلا يمكن ان تصنع العطور من منتج واحد بل من 50 صنفا وأكثر، فالعطور تركيباتها كثيرة جدا، وبالنسبة لعطور الفواكه و«السويت»، فأكثر مستهلكيها هم المراهقون.

موضة الشتاء

البخور والعود الثقيل هما موضة هذا الشتاء، كذلك عطور المزيج ما بين الفرنسية والعربية، وشريحة العمر ما بين 30 و50 عاما هي الأكثر استهلاكا للبخور.
الجدير بالذكر، ان أفضل شهر لبيع العطور الشرقية والعربية يكون في الشتاء، لأن الجو بارد يحافظ على دوام وفوحان العطر أكثر، لذلك نجد أن شهري أكتوبر ونوفمبر من أفضل شهور السنة لبيع العطور العربية الثقيلة.

المصدر: القبس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق